كتب : ماهر بدر
المستشار السابق لمدير منظمة الصحة: منتجات التبغ البديلة تحمي المدخنين من خطر السجائر التقليدية
تسعى دول العالم لمواجهة مخاطر التدخين، للحفاظ على الصحة العامة لمواطنيها، باعتبارها محورا أساسيا في تحقيق التنمية والنهوض بمختلف القطاعات، فلا نمو بدون صحة.
وفي هذا الإطار، أعلنت الحكومة السويدية عزمها تخفيض ضريبة الاستهلاك على “مضغات التبغ” بنسبة 20% ، وذلك في إطار استراتيجية الدولة لمكافحة التدخين، والتي تعتمد على تطبيق مبدأ الحد من المخاطر، مؤكدة على أن هذه الخطوة تأتي تأكيدا على أن مضغات التبغ أقل خطورة من مخاطر السجائر التقليدية.
وحققت السويد نتائج إيجابية واعدة، وباتت على أعتاب الإعلان الرسمي لها كدولة خالية من الدخان، وذلك بفضل اعتمادها على هذا النهج، الذي استندت فيه على توافر منتجات التدخين البديلة بأنواعها المختلفة والتي تعد أقل خطورة، وفقا للعديد من الدراسات العلمية.
كما أسفرت استراتيجية السويد في مواجهة التدخين، عن تراجع أعداد الوفيات المرتبطة بمخاطر التبغ بنسبة 44٪، مقارنة بباقي دول الاتحاد الأوربي، كما انخفض معدل الإصابة بسرطان الرئة بنسبة 41٪، وكذلك تراجعت أعداد الوفيات المنسوبة لأنواع السرطان المختلفة بنسبة 38٪.
كانت هيئات الصحة العامة في السويد، قد تبنت استراتيجية الحد من التدخين باستخدام المنتجات البديلة. وهو ما أيده رئيس الوزراء السويدي أولف كريستيرسون خلال العام الماضي، قائلا: “إن أي شيء يمكننا القيام به للحد من التدخين وتجنبه هو أمر جيد”.
وتتنوع منتجات التبغ البديلة الخالية من الدخان، وتشمل منتجات التبغ المسخن والسجائر الالكترونية ومضغات التبغ وأكياس النيكوتين التي تعتمد عليها استراتيجية السويد في الحد من مخاطر التبغ، والتي تستخدم عن طريق الفم.
ومن جانبه رحب الدكتور ديلون هيومان، مؤسس مبادرة “السويد خالية من الدخان”، والمستشار الطبي السابق لثلاثة من مديري منظمة الصحة العالمية، بدعم الحكومة السويدية لمنتجات التبغ البديلة، وتخفيض الضرائب على “مضغات التبغ”، باعتبار هذه المنتجات تمثل نهجا علميا وعمليا للحد من مخاطر التدخين التقليدي، كما تدفع المدخنين نحو الإقلاع التام.
وتابع: “لابد من توفير المعلومات الصحيحة والعلمية حول منتجات التبغ البديلة، والسماح بتداولها بأسعار مقبولة، لمنح المدخنين فرصة حقيقة للاختيار، وحمايتهم من خطر السجائر التقليدية”.
وشدد هيومان، على أن السماح بتوفير بدائل أكثر أمانًا للتبغ في السويد، مثل المضغات، وأكياس النيكوتين الحديثة، والسجائر الإلكترونية، ومنتجات التبغ المسخن، وبأسعار مقبولة، كان له أثر كبير في تحسين مستوى الصحة العامة وتحقيق نتائج إيجابية وسريعة. حيث عزز من قدرات الحكومة السويدية للقضاء التام على التدخين، والاقتراب من إعلانها دولة خالية من الدخان.
وأعتبر هيومان، أن هذه الخطوة المتمثلة في خفض الضريبة على “مضغات التبغ”، بمثابة دليل جديد على ريادة السويد في مكافحة الآثار الضارة للسجائر التقليدية، مطالبا دول العالم بضرورة اتخاذ نفس الخطوات لحماية مواطنيها”.
تجدر الإشارة إلى أن العديد من الدراسات العملية قد أكدت أن السبب الرئيسي في الأضرار الناتجة عن التدخين هو دخان السجائر الناتج عن عملية حرق التبغ في درجات حرارة مرتفعة للغاية قد تصل إلى 800 درجة مئوية، مما ينتج عنها نحو 6 ألاف مادة كيميائية ضارة، هي السبب الرئيسي للأمراض المرتبطة بالتدخين.
بينما لا تعتمد منتجات التبغ البديلة على الحرق، وتستبدلها بالتسخين فقط، في درجة حرارة لا تتجاوز 350 درجة مئوية، وبالتالي لا ينتج أي دخان، وإنما هباء جوي، مما يعنى انخفاض مستوى المواد الضارة الموجودة في دخان السجائر بنسبة كبيرة.